فاعليات زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة

2018-09-13 . تطورات سياسية . مؤسسات مسيحية

13 سبتمبر 2018

قام البابا تواضروس الثاني بزيارة طويلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة شهر، وشملت زيارته ولايات نيويورك ونيوجيرسي وفلوريدا، وكان في استقباله سفير مصر في واشنطن ياسر رضا والقنصل العام في نيويورك هشام النقيب، ووفد من أساقفة الولايات المتحدة. وجاءت هذه الزيارة قبل أيام من زيارة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما أعتبر تمهيدًا لها ولحشد أقباط للتظاهر احتفاءً بالرئيس المصري أمام مقره.

وتعد تلك هي الزيارة الثانية للبابا إلى الولايات المتحدة منذ جلوسه على الكرسي البابوي في نوفمبر 2012، حيث زارها، لأول مرة في 2015.

وفي 18 سبتمبر 2018، قال البابا تواضروس الثاني خلال لقائه مع شعب كنيسة الشهيد مار مرقس الرسول في “ويست هنريتا روتشستر” ردًّا على سؤال ما إذا كانت زيارته تعد تمهيدًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي1: “الرئيس زار أمريكا السنة اللى فاتت فمن مهد له؟! والأمر الأهم أن زيارتي كانت مترتبة من السنة الماضية، خلي فكركم عالي ولا تصدقوا “الـسوشيال ميديا”.
وتابع: “الرئيس لما يشرف ويشارك كثيرين في استقباله فهذا نوع من الوفاء، ومشاركتنا تنعكس بصورة إيجابية على مصر بصفة عامة، وهذا من الواجب لما يجيلك ضيف أو حد قريب بتروح تستقبله في المطار، هذه مبادئ إنسانية بنحافظ عليها… وطبعًا الرئيس جاي لزيارة الأمم المتحدة، وهي زيارة سنوية ويلقي خطاب باسم مصر، ورؤساء دول كثيرين بيحضروا، فهذا ليس له علاقة بزيارتي الرعوية لكم وهذا نوع من الرعاية وأتقابل مع الآباء الأحباء الأساقفة والآباء الكهنة وبرنامج الزيارة تم وضعه السنة الماضية ولكن ظروفي الصحية لم تسمح بذلك فاعتذرت وكملناه السنه دي ربنا يكملها بسلام”.

وردًّا على سؤال عن ما يحدث في المنيا من اعتداءات طائفية وسبب الصمت الإعلامي بشأنها؟ قال البابا مجيبًا: “عندنا في مصر ٢٧ محافظة، وعندنا أكثر من ٦ آلاف قرية، حصلت مشكلة في قرية أو اتنين، في محافظة المنيا بتتكرر تلك المشكلات لأنها محافظة فيها خصائص فهي محافظة مساحتها كبيرة وبها كثافة سكانية عالية سواء مسلمين أو مسيحيين وفيها احتياج شديد لمشروعات التنمية والثقافة والمشروعات المجتمعية وهي محافظة طويلة أكثر من ١٥٠ كيلو متر وفيها جانب كله محاجر وجبال ولها خصائص معينة”2.

وتابع “وتحصل مشكلة في قرية وطبعًا نيافة الأسقف العام في المنيا الأنبا مكاريوس على اتصال مستمر معنا، ونحن على اتصال مستمر على مستوى القاهرة بالمسؤولين، ونحاول أن نحل المشكلة، مش كل حاجة تقال في الإعلام تكون حقيقية، ولازم تاخدوا بالكم فيه مشكلة حصلت في قريتين بنحاول نحل المشكلة بطريقة طيبة وبهدوء شديد. دول قريتين في محافظة كبيرة ومحافظة المنيا يوجد بها قيادات طيبة جدًّا، لكن إحنا عندنا في بعض الأماكن فيه ضعف التعليم وضعف في الثقافة خلي نظرتكم نظرة واقعية للأمور”.

واستكمل البابا: “فيه مشاكل بتتحل بالصلاة وفيه مشكلة بالوقت وفيه مشكلة بالمناقشات، وفيه مشكلة بطول البال؛ لكن عمر ما المشكلة تنحل بالعنف أو العصبية أو الغضب، فكروا بالعقل لأن الحكمة هي التي تحل المشكلات، ولا يوجد شيء بنسكت عنه وبنتكلم ونتفاهم وبنصلي وبنفكر ونحاول نوجد حلول وهكذا، وأرجوكم كونوا متأكدين وعلى ثقة إحنا بنتكلم كلام العقل وبنتكلم في الوقت المناسب وكلمات لما بتتقال مش في وقتها تبقى الحكاية مش مظبوطة وبنعمة المسيح بنحاول نحل كل شيء”.

وفي 21 سبتمبر 2018، خلال لقاء البابا تواضروس مع أبناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والشهيد مارمينا العجائبي “بستاتين آيلاند” في نيويورك، أعلن أحد أقباط المهجر عن ترتيبات لخروج أبناء الكنيسة للترحيب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن التجهيزات التي تشمل توفير أتوبيسات وتوزيع “تي شيرت وعلم”، كلها بالمجان بالإضافة إلى أن أماكن ركن السيارات بالمجان أيضًا، موضحًا أن هذه التسهيلات قدمها أحد رجال الأعمال وليس الكنيسة.3

وفي 24 سبتمبر 2018، قال البابا تواضروس الثاني خلال لقائه بخدّام كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس الرسولي في “هيلز بوروتاونشيب” ردًّا على سؤال عما إذا كانت الأحوال الأمنية والسياسية في مصر مستقرة وتسمح بزيارة مصر وأديرتها: “تيجي تزور مصر ونرحب بك ولو حبيت تصيف كمان.. إحنا عملنا المؤتمر الدولي الأول لشباب الكنيسة في مصر وشاركوا وقضوا وقت جميل وزاروا الأهرامات وقناة السويس وعملوا رحلة بحرية من الإسكندرية وباتوا الشباب في دير مارمينا والشابات في دير راهبات وقضوا ليلة تسبيح رائعة وزاروا الأوبرا، واللى عايز يزور مصر أهلًا وسهلًا والوضع تغير تمامًا”.4


وتابع “نشكر ربنا كل الأمور تمشي كويس وأرجوكم مجتمعنا بيتغير والصورة بتتغير، إحنا قعدنا سنين مفيش محافظ مسيحي لكن تم تعيين اثنين محافظين وكمان أول سيدة محافظة تبقى مسيحية وكمان لما يبقى عندنا ٣٩ نائب مسيحي في البرلمان بعد ماكان واحد أو اثنين، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة ثم خطوة، أرجوكم كونوا في نظرة متوازنة للأمور، ويوجد إخلاص وجدية ورغبة حقيقية فى التغيير وبنتكلم عن المساواة وتغيير الشعوب وهذا يحتاج أجيال لكن خلوا فيه نظرة متوازنة للأمور ونحن على طريق الكمال بنعمة ربنا”.

وفي 30 سبتمبر، قال البابا تواضروس خلال اجتماعه بكنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا باخوميوس بنيوجيرسي: “طبعًا هي أسئلة كتيرة لكن أنا اخترت السؤال بالصدفة بيقول “قداسة البابا شكرًا لمحبتك لكن كتير من الناس بتسأل لماذا تدخل الكنيسة في السياسة والدعوة لاستقبال الرئيس؟ نرجو التوضيح خصوصًا أن كثيرين يعتقدون في الوقت الحالي أن زيارتي تمهيدًا لزيارة الرئيس”.5

وتابع: “أنا بصراحة بستغرب اللي بيسأل الأسئلة دي، الرئيس السيسي دي خامس مرة يجي نيويورك، لكن دي أول مرة لي في نيويورك، طيب كان يا عيني بيعمل إيه في المرات الأربعة اللي فاتت، مش برضو تفكر، نمرة اتنين أنا الزيارة بتاعتي كانت مترتبة السنة اللي فاتت وكلكم تعرفوا.. وبعدها حصل لي ظروف صحية خلتني أأجل الزيارة يبقى ازاي مترتبة بقى، ثالثًا أنا جاي أتفقد أبناءنا وكنائسنا دي وظيفتي وده دوري…. نمرة أربعة إزاي الكنيسة تدخل في السياسة وأنا لا اتعلمت سياسة ولا أفهم في السياسة ولا قريت في السياسة أنا معرفش غير حاجة واحدة وهي أنا خادم في الكنيسة القبطية، فإيه السياسة سوا هنا أو في مصر؟ دخلنا في السياسة إيه؟!”

“لكن متنساش أنا مواطن مصري أنتمي لبلدي والمواطنة غير موضوع السياسة أنا مواطن مصري ومسئول عن بلدي وسلامة الناس اللي في بلدي وسلامة كنيستي ولازم أمارس دوري كمواطن، أرجوكم الحكاية دي في كل مكان بواجه أسئلة بالشكل دي، ملهاش دعوة بالسياسة خالص”

“هل أنت يا صاحب السؤال تعرف أن في وصية في الإنجيل بتقول أكرموا الملك؟.. تعرف كده؟.. لو كنت بتقرا الإنجيل كنت هتعرف ده.. بتقول خافوا الله وأكرموا الملك، لو واحد جاي من بلدك ضيف هتستقبله ولا إيه؟ لو واحد قريبك جاي من بلدك هتستضيفه.. لما يكون جاي رئيس بلدك اللي فيها كنيستك الأم وجاي يؤدي وظيفة هنا أو يعمل حاجة هنا وتطلع تستقبله إيه اللي فيها سياسة دي؟.. أرجوكم خدوا بالكم من الكلام الفاضي اللي ممكن يتقال.. واضح؟.. واضح؟”.

في 9 أكتوبر 2018، نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة الأرثودكسية بيانًا بأنشطة البابا خلال زيارته بدءًا من يوم 13 سبتمبر وحتى 8 أكتوبر، ورصدت في البيان أنشطته الرعوية من تدشين مذابح وكنائس وغيرها، بالإضافة إلى عدد من قام بمصافحتهم يدويًّا وهم 38850 إنسان.6