14 سبتمبر 2022
نُظم المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، بالعاصمة الكازاخستانية “نور سلطان” يومي 14 إلى 15 سبتمبر 2022، تحت عنوان «دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19».
ناقش المشاركون في المؤتمر دور الأديان في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية في العالم الحديث، ودور التربية والتنوير الديني في تعزيز التعايش القائم على الاحترام بين الأديان والثقافات والعدالة والسلام، بالإضافة إلى مساهمة الزعماء الدينيين والسياسيين في تعزيز الحوار العالمي بين الأديان والسلام، ومقاومة التطرف والراديكالية والإرهاب، وخاصة على أساس الدين، سعيا لصياغة موقف مشترك حيال القضايا الملحة التي تهم البشرية، فضلا عن مناقشة مساهمة المرأة في رفاهية المجتمع وتنميته المستدامة، ودور الطوائف الدينية في دعم المكانة الاجتماعية للمرأة.
ونص الإعلان الختامي للمؤتمر السابع لقادة الديانات العالمية والتقليدية على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، التي تضمن السلام والأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، والاعتراف بأهمية المبادئ التوجيهية الروحية والأخلاقية من أجل التنمية المستدامة، والتغلب على التعصب وكراهية الأجانب والتمييز والصراعات القائمة على الاختلافات الاجتماعية والعرقية والثقافية والدينية، والتأكيد على أهمية دور المرأة في العائلة والمجتمع، وفي تنشئة الأجيال الشابة.
وأعلن المشاركون أن التطرف والراديكالية والإرهاب وسائر أشكال العنف والحروب، مهما كانت أهدافها، لا علاقة لها بالدين الحقيقي ويجب نبذها بأقوى الأحكام الممكنة. وأنهم يحثون بقوة الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية المخولة على تقديم مساعدة شاملة لجميع الجماعات الدينية والطوائف العرقية التي تعرضت لانتهاك الحقوق والعنف من قبل المتطرفين والإرهابيين نتيجة الحروب والصراعات العسكرية. كما دعا المشاركون إلى تقديم الدعم الكامل للمبادرات الهادفة إلى زيادة عمليّة الحوار بين الأديان، ومبادئ الأخوة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، والتضامن باسم حاضر ومستقبل أفضل لجميع الشعوب.
هذا، والقى الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، كلمة في أعمال المؤتمر، حيث حذر شيخ الأزهر من ظاهرتي الاجتراء على المُقدَّسات والإلحاد، قائلًا إن “من رذائل وتمذهب بالحُريَّة الفرديَّة والأثرة والأنانيَّة، وعبادَةِ اللذَّة والشَّهْوة، والتَّحَرُّر الجنسي وربطه بالتحرُّر العقليِّ والفكري وجودًا وعدمًا، والتعبُّد بثقافة السُّوق ووَفرة الإنتاج وجشع الاستهلاك. وما صاحَب ذلك من حملاتٍ مَدْروسةٍ ومُمَوَّلةٍ تَصرُخ في عقول الشَّباب ليل نهار وتدعوهم لأنْ يَنفُضوا أيديهم من مؤسَّسة «الأُسْرَة».” وشدد الإمام الأكبر على أن التقدم العلمي والفلسفي، والتطور التقني والاجتماعي، الذي هو عنوان حضارة اليوم، لم يعد مؤهلًا ولا قادرًا على وقف التدهور الخلقي والإنساني، مشيرًا إلى أن فلاسفة «التنوير» قد خسروا رهانهم حين أكدوا على أن هذا التقدم العلمي والتقني كفيل بأن يجعل السلام العالمي يسير في ركاب التحضر رأسًا برأس وقدمًا بقدم.
والتقى د.الطيب أثناء الزيارة بالرئيس الكازاخي قاسم جومارت توقايف، بالعاصمة «نور سلطان»، لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين الأزهر وكازاخستان في مجال حوار الأديان ومكافحة العنف والتطرف، بالإضافة إلى التعاون في المجالات الدعوية والتعليمية، ثم التقى مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وممثلي الأديان المختلفة، للحديث حول أبرز القضايا التي تؤرق العالم اليوم، ومناقشة التحديات التي فرضتها التغيرات والأحداث على الساحة العالمية، بالإضافة إلى الدور الحقيقي الذي يقع على عاتق قادة الأديان وعلماء الدين، ليساهموا بدور فعال في التقليل من حدة الانقسام التي تعانيه مناطق متفرقة حول العالم، وسبل مجابهة الأفكار المتطرفة وتعزيز الأخوة الإنسانية والتعايش والسلام العالمي.