5 أكتوبر 2021
نظمت لجنة التوافق العالمى بشأن التعليم بالتعاون مع مجمع التعليم الكاثوليكي، بحضور عدد من القادة الدينيين حول العالم، قمة بعنوان “نحو اتفاق عالمي بشأن التعليم”، وأطلقوا ميثاق قادة الأديان في التعليم، حيث أعربوا عن تقديرهم للجهود التي يقوم بها المعلمون حول العالم وتفانيهم وتضحياتهم أثناء أدائهم لمهمتهم النبيلة المتعلقة بتربية الـنشء وغرس القيم الحميدة، وتشكيل القدوة الحسنة للأطفال في سن مبكرة. كما تضمن الميثاق رسالة تشجيعية من قادة الأديان إلى المعلمين لمواصلة العمل وبذل الجهود رغم كل الصـعوبات والتحـدیات التـي تواجه المعلم في الوقت الراهن، التـي تفاقمت بسبب جائحة كورونا.[1]
ونص الميثاق على أنه استنادًا إلى الوعي الراسـخ بأن الأدیان مصادر للقـیم الأساسـیة للإنسانیة، ونظرًا للاهتمام المشترك والمتزاید بأزمة التعلیم الیوم؛ يأمل القادة الدينيون أن يعيد القادة السياسيون والحكومات تقييم أوضاع المعلمين حول العالم، وإقرار سياسات مختلفة تتناسب مع ما يواجهه المعلمون من تحديات صعبة، وخاصة إقـرار سياسة الأجـر العـادل، وخلق ظروف عمل أفضـل للمعلمين للقيام بعملهم، وإدراك قيمة المعلم ومكانته التي يستحقها؛ إیمانًا بأن مستقبل البشریة یعتمد على جودة المعلمین بشكل كبير.
كما تضمن الميثاق التوصية بضرورة وضع الإنسان فى محور كل عملیة تربویة، وتنمية قدرات الطلاب على إقامة علاقات مع الآخرین بدلًا من ثقافة الإقصاء والتهميش، والاستماع إلى الطلاب ومناقشتهم فى كافة الموضوعات والقضايا، خاصة ما يتعلق باحتـرام كرامـة المـرأة وبنـاء مسـتقبل یسـوده العـدل والسلام.
كما حث الميثاق المعلمين على تمكین الأسرة والتعاون مع المجموعات التعلیمیة الأخرى وتثقـیفهم؛ لیكونـوا موضع ترحیـب خاصة تجاه الأفراد الأكثر ضعفًا وتهميشًا بالمجتمع، والبحث عن طرق جدیدة لفهم الاقتصـاد والسیاسـة وتسخيرهما لخدمـة الإنسانية بأكملها، وتعلیم أنماط حیاة أكثر احترامًا للبیئة من خلال منظور بیئي شامل.
طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بإعادة تقييم أوضاع المعلمين بما يتناسب مع التحديات العالمية، مشددًا على أن المعلم هو الأساس الأول في تقدم المجتمعات ورقيها وإنسانيتها، ودعا إلى الاهتمام بالمناهج التعليمية وخلق توازن بين حداثة العلم وقيم الدين.
وتابع: إننا كممثلين للأديان لا نستشعر الخطر من قبل المعلم بقدر ما نستشعره من
المناهج التعليمية التي اختارت عن عمد، أن تمشي على ساق واحدة، حين استبدلت
الإنسان بالإله، والمادة بالروح، فهذه المناهج قد اكتسبها «المعلمون» تحت تأثير فلسفات مادية
وفيزيقية خالصة، طال عليها الزمن، حتى استبدت بالسيطرة على مفاصل العقل الإنساني
وشعوره وحواسه، وشلت
قدرته على التفكير خارج أطرها الحداثية
[1]أحمد حمدي، بمشاركة شيخ الأزهر.. توصيات قادة الأديان بشأن التعليم حول العالم، موقع مبتدأ الإلكتروني، 5 أكتوبر 2021.