1 يناير 2018
أطلق ملثمون يركبون عربة “توك توك” عددًا من الأعيرة النارية في الثانية صباحًا صوب محل بيع خمور بشارع “الدكتور” بمنطقة العمرانية محافظة الجيزة، مما أودى بحياة كل من عادل وأشرف بولس اللذين يملكان محل البطل لميكانيكا السيارات وتغيير الزيوت الملاصق لمحل بيع الخمور، بينما نجا صاحب المحل رؤوف ميخائيل، حيث كان بداخله وقت إطلاق الأعيرة النارية، وقد فر المسلحون.
وأفاد وحيد شقيق الضحيتين للمبادرة المصرية: “مر شقيقاي على صديقهما صاحب محل الخمور لتقديم التهنئة خصوصًا، وأن الأخير كان لديه زحام في رأس السنة، وكانا يريدان عرض المساعدة عليه، لكن الموت كان في انتظارهما، عندما أطلق الجناة النيران بصورة عشوائية”.
وأصدر الأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف الجيزة وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، بيانًا بشأن الواقعة، جاء فيه:
” تزف مطرانية الجيزة للأقباط الأرثوذكس للسماء شهداء من منطقة العمرانية، وهما عادل بولس عازر (46 سنة)، وأشرف بولس عازر (43 سنة)، حيث أنهما بعدما أنهيا السهرة الروحية في كنيسة مار بولس الساعة العاشرة ونصف مساء الأحد، توجها لشراء بعض لوازم العيد ومرَّا على محلهما لقطع غيار السيارات لمعايدة جيرانهم من المحلات المجاورة، وهم واقفون بجوار محل مجاور لهما مرخص لبيع الخمور، أطلق ملثمان النار عليهما وركبا “توك توك” وفرَّا هاربين.”
وقد ترأس الأنبا ثيؤدوسيوس أسقف الجيزة، صلاة جنازة الشقيقين، وقال:
” إن الدماء الزكية حين تفوح، نتساءل عن السبب، ويكون هو أنهم مسيحيين يحملون صليبهم. ولتعزي حكمة الله ونعلم ونؤمن أن الله هو العادل يحكم للمظلومين.. والله هو المنتقم.. وكل شر الذي يأتي علينا يحوله الله لخير ونتعزي به بكلماته حول العدل أمام الظلم، لأن فوق العالي عالٍ والله ضابط الكل، وقادر أن يجازي كل إنسان حسب عمله.. ولا يجوز لأي إنسان على الأرض أن يكفر أخيه الإنسان، فالله وضع قوانين، وحذر قايين من قتل أخيه، ولعن الأرض بسببه.. فمن يملك سلطان أن يكفر أخيه؟ وإن كانت الأرض بلا قوانين فهناك قوانين سمائية وأرضية تحكم، ولكن تظل الأفكار المسمومة تفعل ما تشاء وتلوث عقل الناس.. والله بعيدا عن كل هذا.”
وأضاف: ” اليوم ناس تكفر الجيش والشرطة والأقباط ويقتلونهم، وأيضًا يقتلون مسلمين، فهؤلاء المجرمين خارجين عن كل شىء ونحن ثابتين على إيماننا ونفرح ولا نحزن، فالله وضع هذه الأرواح في أورشليم السمائية. الكنيسة دائمًا ما تظهر وطنيتها وتخاف على وطنها وتضحي من أجل الوطن، ونحن لا نخاف فحادث حلوان زاد من ذهاب الأقباط للكنائس لتمتلئ أكثر من أي وقت، فلن يهز الإرهابيون إيمان وثبات الأقباط. ونحن مثل كل المصريين ننبذ الأفكار المغرضة، وتكفير الآخر حتى يحل السلام، ونطالب بالقبض عل من يكفرون المصريين والمسيحيين، ويكفرونا على القنوات الفصائية. والجميع يعرفهم ويتركونهم. فليس من قتل فقط الجاني ولكن من يكفر ويحرض يوميًّا على شاشات التلفاز دون محاسبة.. فالدماء تزيد، يوميًّا ضرب جيش وشرطة وجامع وكنيسة وما زال المغرضين يجلسون في الفضائيات يكفرون دون محاسبة”.