6 يونيو 2022
شهدت قرية عرب مهدي التابعة لمركز أخميم بمحافظة سوهاج حادثة اعتداء على كيرلس ناجح مجلى، 32 عامًا، مساء الاثنين 6 يونيو، من قبل أحد الأشخاص، يدعى عبدالله حسني، باستخدام الساطور، ما أدى إلى وفاته صباح الأربعاء. وفقًا لعدد من الإفادات التي حصلت عليها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن هذه الحادثة ليست الأولى التي يقوم بها الجاني، حيث اعتاد المتهم الاعتداء على عدد من أقباط القرية، وفرض السيطرة والنفوذ عليهم.
قال مايكل ناجح شقيق المجني عليه في إفادة للمبادرة المصرية، إن شقيقه كان في طريقه إلى المنزل راكبًا الموتوسيكل الخاص به، فقابله القاتل، وانهال عليه ضربًا بالساطور، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سابق معرفة بين شقيقه، والجاني، حيث يعمل المجني عليه في الكويت، وكان في إجازة من عمله، ويستعد للسفر مرة أخرى.
عقب الاعتداء على كيرلس، نقل إلى مستشفى سوهاج الجامعي، ووفقًا لما أوضحه الأطباء لأشقائه، كان مصابًا يكسور بالجمجمة، ونزيف في المخ، وقطع بأوتار اليد. وحرر محضرًا بالواقعة، كما حررت أسرة المجني عليه بلاغًا إلى النائب العام، حصلت المبادرة المصرية على صورة منه، يتضمن مناشدة للتدخل ومحاكمة المتهم، عقب القبض عليه.
وفي إفادته للمبادرة المصرية أكد مينا عادل، من أقباط القرية، أنه تعرض هو وشقيقه للاعتداء من قبل المتهم في عام 2018. وأوضح أنه كان يسير برفقة شقيقه ومرَّا أسفل منزل المتهم، الذي بدأ بالشجار معهما من دون سبب من شرفة المنزل، ثم نزل إلى الأسفل واعتدى عليهما، فحرر محضرًا بالواقعة. وتدخل عدد من الأهالي بالقرية، لإجراء جلسة صلح عرفية، خلصت بعدم تعرض الجاني للشقيقين، والتوقيع على غرامة 500 ألف جنيه، في حال التعرض لهما من جديد.
وهي الواقعة التي أكدها رامي نبيل، أحد جيران مينا، وأوضح أن هناك واقعة أخرى سبقها كان شاهدًا عليها، وقعت في عام 2016، حين تعدى الجاني على منزل سيدة قبطية بالقرية، وحطم محتوياته، مشيرًا إلى أن الجاني لم يتم القبض عليه بحجة أنه مختل عقليًّا، وتم تسوية الأمر من خلال جلسة صلح عرفية أيضًا. وقد سافر المتهم عبدالله حسني إلى ليبيا، وعاد منها قبل الاعتداء على كيرلس بـ24 ساعة.
الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير العذراء بجبل أخميم، قال في مداخلة تلفزيونية، إن القتيل كان خادمًا في العديد من الأديرة، ولم يتشاجر مع أحد من قبل، فكان يتمتع بحسن الخلق، مشيرًا إلى أن الكنيسة تثق في القضاء والمباحث للحصول على حق كيرلس بطريقة قانونية، حتى لا تتكرر تلك الحوادث التي بدأت منذ ما يقرب من 5 سنوات بالقرية، فجميع سكان القرية ينعمون بالمحبة والسلام سويًّا، فيما عدا الجاني الذي لا يعرف أحد اتجاهاته، ويسعى لمضايقة سكان القرية الأقباط.
عن الجلسات العرفية، تابع أسقف ورئيس دير العذراء، أنه لا يجب القبول بتلك الجلسات العرفية، ويجب أن يأخذ القانون مجراه، مشيرًا إلى أن القرية شهدت العديد من الحوادث على يد نفس المتهم من دون رد فعل قانوني، وهو ما لا يتمنى حدوثه مجددًا، خاصة بعد فقد القرية لأحد أبنائها.
أما محمد عبدالكريم، أحد سكان القرية، فأوضح في شهادته للمبادرة المصرية أن الجاني اعتاد مضايقة المسيحيين، وأيضًا المسلمين، ولكن كانت وقائعه الأكثر تجاه المسيحيين، وأن عدد المسيحيين بالقرية لا يتعدوا 25% من عدد السكان بها، أي ما يقرب من 30 منزلًا.
أقيمت الصلاة على كيرلس بدير العذراء بجبل أخميم الأربعاء 8 يونيو 2022، وتم نقله ودفنه بمقابر العائلة، وشارك في الجنازة العديد من سكان القرية من المسيحيين والمسلمين، ورددوا هتافات عدة، تطالب بالقصاص لكيرلس.
وزارة الداخلية، أصدرت بيانًا حول الواقعة، جاء به أن المستشفى استقبلت مصابًا باشتباه بكسر بعظام الجمجمة وجروح قطعية، وأنه أثناء ركوبه دراجة نارية، استوقفه أحد الأشخاص، وله معلومات جنائية، وطلب منه توصيله فرفض فقام بالتعدي عليه بسلاح أبيض، وأضاف أن والد المتهم قال إن نجله يعاني من اهتزاز نفسي، وقدم تقريرًا صادرًا عن أحد الأطباء بنفس المضمون.
وتابع البيان، أنه عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بتخلصه من الأداة المستخدمة بإلقائها بأحد المصارف المائية.هذا، وتم حجز المتهم بأحد مستشفيات الصحة النفسية لإصدار تقرير من إدارة الطب النفسي الشرعي، حول حالته. وفي 25 سبتمبر 2022، صدر تقرير عن الطلب الشرعي عن حالة المتهم حصلت المبادرة المصرية على نسخة منه جاء فيه أنه بعد فحص المتهم أمام لجنة ثلاثية، وخضوعه للفحوصات الطبية، تبين أن حالته لا تستدعي حجزه لعدم ثبوت المرض النفسي أو العقلي.