18 إبريل 2021
قتل المواطن القبطي نبیل حبشي سلامة على ید مسلحین أعلنوا انتماءهم إلى ما يعرف بتنظیم الدولة الإسلامیة في سیناء. وتضمن تسجيل فيديو نُشر على الإنترنت مشهدًا مروعًا للجريمة أثناء تنفيذها، وتهدیدات بمزید من الاستهدافات لأرواح وممتلكات الأقباط في شمال سیناء وخارجها. وكانت صفحات منسوبة لتنظیم الدولة مقطع فیدیو للمواطن نبیل حبشي، قبطي من مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وهو یتحدث تحت تهدید سلاح ثلاثة مسلحین، حیث قال إنه تاجر مصوغات من مدينة بير العبد بمحافظة شمال سیناء، 62 سنة، وقد “أُسر” من قبل ولایة سیناء منذ 3 شهور و11 یوًما وإنه قام في الماضي ببناء كنیسة السیدة العذراء الأرثوذكسیة بمدینة بير العبد. بینما هدد أحد المسلحین مقطع الفیدیو الأقباط قائًلا: “نصارى مصر، هذا جزاء موالاتكم للجیش المصري، …”الفاتورة بیننا طویلة والحساب عسیر، والخبر ما ترونه لا ما تسمعونه”.
ترجع واقعة اختطاف حبشي إلى 7 نوفمبر 2020، عندما قام ثلاثة مسلحین بإیقافه بالقوة من وسط المارة في الثامنة مساء بالقرب من منزله، ثم اعترضوا سیارة “ربع نقل” كانت تسیر في الطریق، وأجبروا سائقها على مغادرتها تحت تهدید السلاح، وقاموا بخطف الضحیة، والهروب باستخدام السیارة. وحرر نجل الضحیة وقتها محضراً بقسم الشرطة بواقعة الخطف.[1]
وتقطن أسرة الضحیة في مدینة بير العبد منذ سنوات طویلة، وتعمل في الأنشطة التجاریة، ومنها التجارة في المصوغات الذهبیة. والضحیة هو أحد المساهمین في بناء كنیسة العذراء والأنبا كاراس، وهي الكنیسة الوحیدة بالمدینة.[2]
وتلقت أسرة الضحية اتصالأ تليفونيًا منه بعد خمسة أيام على الواقعة أخبرهم إنه خطف من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه معصوب العينين ومقيد اليدين منذ لحظة خطفه، وأن الخاطفين طلبوا منه مليوني جنيه كجزية عن مسيحيي بئر العبد وشمال سيناء، وطالب نبيل حبشي نجله بالتواصل مع الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء لتدبير المبلغ خلال 48 ساعة كمهلة ممنوحة لهم، وإلا سوف يتم قتله – نبيل حبشي- بالإضافة إلى استهداف المسيحيين بشكل عام في شمال سيناء. وعقب المكالمة أبلغت الأسرة الأجهزة الأمنية، وتم تجهيز المبلغ من جانب أسرة المخطوف إلا أنهم تلقوا اتصالًا جديدًا تحدث خلاله أحد الخاطفين رافعًا المبلغ إلى خمسة ملايين جنيه، وهو ما عجزت الأسرة عن تجهيزه.
وبناء على طب من مسئولي الأمن، غادرت أسرة نبيل حبشي في أول يناير 2021 مدينة بئر العبد إلى مكان آخر، ذلك خوفًا عليهم من الخاطفين. وكان الخاطفون يتصلون مع أسرة الضحية من وقت لآخر طلبًا للمبلغ المالي ومهددين بقتل الضحية.
هذا، ونعت مطرانية سيناء الشمالية الضحية نبيل حبشي، ووصفته بأنه شهيد الكنيسة والوطن، وأعلنت أنه لا إرهاب ولا تهديد سيؤثر على وحدة شعب شمال سيناء، ككل الشعب المصري المتضامن باليد الواحدة والإيمان بالله من أجل تجاوز أية محنة لاستمرار عجلة التقدم والتنمية. وأعلنت أيضًا عن تواجد الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية والآباء الكهنة مع الشعب المسيحي داخل المحافظة، واستمرار الصلوات كالمعتاد كل الأيام والمناسبات الدينية القادمة والاحتفال بعيد القيامة المجيد.[3]
هذا، وأعلنت وزارة الداخلية، أنه توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني، حول تواجد مجموعة من العناصر الإرهابية المتورطة في حادث مقتل المواطن نبيل حبشي، بمنطقة الأبطال بشمال سيناء، واضطلاعهم بالإعداد والتخطيط لتنفيذ عدد من العمليات العدائية تستهدف المواطنين الأقباط وممتلكاتهم ودور عبادتهم وارتكازات القوات المسلحة والشرطة. وأضاف بيان صادر عن الوزارة[4]: “تم التعامل الفوري مع تلك المعلومات، التي أسفرت نتائج الرصد عن تحرك ثلاث من تلك الخلية شديدة الخطورة بذات المنطقة، بسيارة ماركة نيسان ربع نقل بيضاء اللون بهدف الإعداد لها وارتكاب عملية عدائية، حيث أمكن إحكام الحصار عليهم بتلك المنطقة بمعرفة القوة، وبمجرد استشعارهم ذلك قاموا بإطلاق النيران بكثافة تجاه القوات، وبالتعامل معهم أسفر عن مصرعهم وانفجار حزام ناسف كان يرتديه أحدهم وعثر بحوزتهم على ٣ سلاح آلي، وحزام ناسف، وقنبلة يدوية، وكمية من الطلقات الآلية.
فيما تم تحديد اثنين من
العناصر الإرهابية اللذين لقيا مصرعهما وهما القيادي الإرهابي محمد زيادة سالم
زيادة، اسمه الحركي عمار، والذي يعد من أخطر العناصر الإرهابية وتولى الإعداد
والتخطيط والتنفيذ للعديد من الحوادث الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء،
كما تولى مسؤولية توفير الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية، والثاني هو الإرهابي
يوسف إبراهيم سليم اسمه الحركي أبو محمد، المتورط في تنفيذ العديد من العمليات
الإرهابية ومن المعاونين للأول في توفير الدعم اللوجيستي.
وجاري ملاحقة باقي
عناصر تلك الخلية الإرهابية المتورطة في حادث مقتل المواطن نبيل حبشي، حيث أمكن
تحديدهم، وتبين أنهم كل من جهاد عطا الله سلامة عودة وأحمد كمال محمد شحاتة وخالد
محمد سليم حسين.”
[1]بتدقيق التواريخ نجد أن واقعة قتل الضحية نبيل حبشي كان خلال الأسبوع الثالث من فبراير 2021، بينما تاريخ الإعلان عن الواقعة ونشر مقطع الفيديو في 18 أبريل 2021.
[2]إفادة من بيتر نبيل حبشي نجل الضحية نبيل حبشي سلامة في 18 ابريل 2021.
[3]بيان مطرانية سيناء الشمالية في 18 أبريل 2021.
[4]الداخلية تعلن مقتل 3 إرهابيين متورطين في قتل نبيل حبشي بشمال سيناء، وكالة أنباء الشرق الاوسط، 19 أبريل 2021.