لقاء شيخ الأزهر بوزير الخارجية الفرنسي على خلفية التصريحات حول الإسلام ونشر رسوم اعتبرت مسيئة للرسول

2020-11-08 . تطورات سياسية . مؤسسات إسلامية

 8 نوفمبر 2020

 استقبل د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف،  بمشيخة الأزهر، جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، والوفد المرافق له، على خلفية أزمة خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلاموية والمسلمين في فرنسا، وما تبعها من قتل مدرس على خلفية شرح رسوم لنبي الإسلام محمد لتلاميذه.[1]

قال دكتور الطيب “إن المسلمين حكامًا ومحكومين يعلنون رفضهم القاطع للإرهاب الذي يرفع راية الإسلام، فالإسلام ونبيه والمسلمون براء من الإرهاب، وقد قلت هذا الكلام في قلب أوروبا، في لندن، وباريس، وجنيف، وروما، وقلته في الأمم المتحدة وآسيا وفي كل مكان، فالإرهابيون قتلة مجرمون، ونحن غير مسؤولين عنهم، ولا نقول هذا اعتذارًا عن الإسلام؛ لأن الإسلام لم يخطئ وليس مسؤولًا عن تصرفات أحد.”  وأضاف فضيلته: إنه من الضروري أن يكون المسؤولون في أوروبا قد اقتنعوا وأدركوا أن هذا الإرهاب لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، فالمسلمون هم أول ضحايا الإرهاب، وبلادنا ضحية للإرهاب، واقتصادنا يتضرر بسبب الإرهاب، وهذا الإرهاب موجود بين أتباع كل دين ونظام. وأضاف: “فإذا قلنا: إن المسيحية ليست مسؤولة عن أحداث نيوزيلندا فلا بد أن نقر بأن الإسلام غير مسؤول عن إرهاب من يقتلون باسمه، وأنا لا أقبل أبدًا أن يُتَّهمَ الإسلام بالإرهاب، وقد تابعت تصريح وزير الخارجية الفرنسي خلال الأزمة، ونال التصريح تقديرنا وإعجابنا، فهو تعامل بشكل حكيم وعقلاني.

 وأكد شيخ الأزهر “أنه حين يكون الحديث عن الإسلام ونبيه فأنا لا أجيد التحدث بالدبلوماسية، وسأكون دائمًا أول مَن يحتج ضد أية إساءة إلى ديننا ونبينا، وأنا أتعجب حينما نسمع تصريحات مسيئة مثل التي سمعناها؛ لأن هذه التصريحات تسيء إلى فرنسا وتبني جدارًا من الكراهية بينها وبين الشعوب العربية والإسلامية، وهذه التصريحات يستغلها المتطرفون في القيام بأعمال إرهابية، والمسؤولون هنا يتحملون جانبًا من المسؤولية؛ لأن واجب الحكومات أن تمنع الجرائم قبل حدوثها، فحينما تسيء صحيفة إلى نحو ملياري مسلم فهذه ليست حرية تعبير، بل هذه جريمة تجرح مشاعر المسلمين وكل المعتدلين، وتضر بمصالح فرنسا نفسها لدى الدول العربية والإسلامية.”

 وشدد الإمام الأكبر على أن صدره واسع للحديث في أي شيء، لكن “الإساءة لنبينا محمد مرفوضة تمامًا، وإذا كنتم تعتبرون الإساءة لنبينا حرية تعبير فنحن نرفض هذه الحرية شكلًا ومضمونًا، وسوف نتتبع الذي يسيء إلى نبينا في المحاكم الدولية، وأطالب دول الحقوق والحريات أن تتخذ خطوات حقيقية ملموسة؛ لوقف أية تصريحات تربط الإرهاب بالإسلام، وتقول: “الإسلامي” أو “الإسلاموي”، فهذه المصطلحات جميعها تجرح مشاعر المسلمين، وليس من الحكمة المغامرة بمشاعر ملايين البشر من أجل ورقة مسيئة.”


[1]نص البيان على موقع بوابة الازهر الإلكترونية.

https://www.azhar.eg/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/ArtMID/10120/ArticleID/52661/%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%87%d8%b1-%d9%84%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d9%86%d8%a8%d9%8a%d9%87-%ef%b7%ba-%d9%81%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9