مؤتمر عن المبادئ الشرعية والقانونية في ‏وثيقة الأخوة الإنسانية

2021-03-29 . تطورات سياسية . مؤسسات إسلامية

29 مارس 2021

عقدت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر مؤتمرها الدولي الأول تحت عنوان “المبادئ الشرعية والقانونية في ‏وثيقة الأخوة الإنسانية.. الواقع والمأمول”، والتي استمرت فعالياته على مدار يومين. وصدر عن المؤتمر بيان تضمن عددًا من التوصيات من أبرزها ضرورة تشكيل لجان متعددة من الجهات ‏المتخصصة يكون هدفها ‏العمل على ‏توضيح بنود الوثيقة للمجتمع ‏الدولي، فضلًا عن قيام الأزهر الشريف بكل قطاعاته ‏وهيئاته ‏بتشكيل لجان علمية متخصصة ‏تعمل على رصد الشبهات المثارة ‏حول حقوق المرأة ‏والأطفال، ومعاملة غير المسلمين، ونحوها ‏من ‏القضايا المهمة التي تحتاج إلى علاج مبسط، من ‏خلال التعامل مع ‏النصوص الشرعية في ‏ضوء مقاصدها لتصحيح الأفكار المغلوطة، ‏ونشر ‏المنهج الأزهري الوسطي.

 ‏

 كما أوصى المؤتمر بتضمين المناهج الدراسية بالتعليم الأساسي والتعليم الجامعي طرفًا ‏من مبادئ ‏وثيقة ‏الأخوة ‏الإنسانية، مع التركيز على قيم المحبة ‏والتسامح والأخوة ومساعدة الآخرين ونبذ ‏التعصب ‏الأعمى ‏وسائر ‏ألوان التفريق بين الناس، وخاصة القائم على أساس الدين، وأيضًا ضرورة إحكام الرقابة على المواد الفنية التي تثير الكراهية والعنف، ‏مع ‏التشجيع ‏على إنتاج مواد من الفنون الراقية التي ‏تتبني قيم ومبادئ ‏المحبة والخير والسلام ‏وغيرها ‏من ‏المبادئ التي ‏تقوم عليها وثيقة الأخوة الإنسانية.‏

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن النبي وضع أقدم وثيقة سياسية دستورية تدعو إلى التعايش السلمي بين جميع العقائد والأعراق والطوائف، في مجتمع المدينة المنورة الذي كان زاخرًا بكل تلك الأطياف.

وأضاف خلال المؤتمر أن هذه الوثيقة ضمنت بشكل مؤكد حرية العقائد وممارسة الشعائر الدينية، وضمنت كذلك الأمن المجتمعي لجميع الأفراد، وأقرت مبدأ التعايش السلمي بين جميع الطوائف، وأكدت على مبدأ المساواة التامة في الحقوق والواجبات بناءً على العمل بمبدأ المواطنة والمسؤولية الكاملة الواقعة على جميع أفراد المجتمع تجاه وطنهم الذي يعيشون فيه.

وأكد المفتي أن جماعات التشدد والإرهاب قد حاولت أن تعزل الأمة الإسلامية عن العالم كله، وأن تعزل طائفة من الأمة ذاتها داخل الأمة، مشيرًا إلى أن هذا التعايش لا يمثل أبدًا أية خطورة على عقيدة الإسلام ولا يعني بأي حال من الأحوال أي تمييع لأمور الدين أو أصول العقيدة، ولا يعني أبدًا أي إهدار للخصوصية الدينية لعقيدة الإسلام.

وقال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، إن وثيقة الأخوة الإنسانية تأتي امتدادًا لدور الأزهر الشريف، بفكره الوسطي المستنير، الذي يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية وقبول الآخر والعيش المشترك.

وأوضح الأمير، خلال كلمته نيابة عن رئيس جامعة الأزهر، بالمؤتمر، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تجسد الإرادة المصرية المصممة على العيش المشترك ورفض التطرف والعنف وإدانة الجرائم التي ترتكب باسم الأديان السماوية.