مذبحة دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا

2017-05-26 . استهداف على الهوية الدينية . تمييز وعنف طائفي

26 مايو 2017

قُتل 28 قبطيًّا وأصيب حوالي 14 آخرين، كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بالمنيا الواقع على بعد نحو 30 كم من الطريق الصحراوي الغربي الذي يصل بين القاهرة ومحافظات الصعيد.

كان الضحايا يركبون 3 مركبات مختلفة، إحداها عبارة عن أوتوبيس صغير كان يقل عددًا من الأسر من قرية نزلة حنا بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف وأقرباء لهم من مركز بني مزار بمحافظة المنيا، والثانية سيارة ربع نقل كانت تقل عمالًا من قرية دير الجرنوس بمركز مغاغة، والمركبة الثالثة كانت عبارة عن سيارة ربع نقل تقل مقاولًا وبعض المرافقين له من مركز أبو قرقاص بجنوب المنيا كانوا في طريقهم إلى الدير لإجراء بعض الإصلاحات.1

في شهادة لأحد رهبان الدير، قال إنهم علموا بالحادث من زوار كانوا يستقلون سيارة ملاكي كانت في طريقها إلى الدير ورأوا الضحايا وخافوا من التوقف فيتم استهدافهم فاستكملوا طريقهم مباشرة للدير دون توقف وأخطروا الرهبان. جدير بالذكر أن الدير يقع في منطقة معزولة، ولا يوجد به خطوط هاتف، وإنما خطان لاسلكي، واحد يربط الرهبان برئيس الدير الأنبا باسيليوس، والثاني بين الراهبين المسؤولين عن الأمن عند باب الدير، وزملائهم الرهبان في الداخل.

وفقا لشهادات متواترة لباحثي المبادرة المصرية، أكد الناجون أن أربع سيارات دفع رباعي قطعت عليهم الطريق، نزل منها عدد من الملثمين، وأن مرتكبي الحادث كانوا يرتدون “أفارول”، أي زيًّا موحدًا، ويلبسون أحذية عالية الرقبة تشبه ما يرتديه عمال المجازر، وكانوا جميعًا ملثمين، وكانت لهجتهم تشبه اللهجة في المناطق المجاورة بشمال بالصعيد.

وكانت أولى السيارات التي تم استهدافها أوتوبيس رحلات بدأ رحلته من قرية “نزلة حنا” حيث ركب عدد من الأقارب في زيارة إلى دير الأنبا صموئيل. وقبل الوصول إلى طريق الدير، عرَّج الأوتوبيس على مدينة بني مزار حيث التحق بهم عدد من الأقارب ليصل عدد الأشخاص إلى نحو 35 شخصًا. على بعد 10 كليو مترات من مدخل الطريق الترابي أطلق المسلحون الأعيرة النارية على الأوتوبيس الذي توقف خصوصًا بعد إصابة السائق وعدد من الركاب. صعد بعض المسلحين إلى داخل الأوتوبيس، ثم طلبوا من السيدات نطق الشهادتين _وفقًا لعدد من الناجيات_ وعندما رفضن نهبوا المصوغات الذهبية والنقود والتليفونات قبل النزول وأطلقوا النار مرة أخرى من خارج الأوتوبيس. خلال هذه الأحداث حاول عدد من النساء إنقاذ الأطفال بتخبئتهم أسفل الكراسي أو تلقي الأعيرة النارية بدلَا منهم.

وقال بشري سائق الأوتوبيس (50 عامًا) ويعمل عريف شرطة بمديرية أمن بني سويف بجوار عمله كسائق في شهادته عن الأحداث: “كانت رحلة عائلية بدأت من عزبة حنا التابعة لمركز الفشن محافظة بنى سويف مرورًا بمركز بني مزار التابع لمحافظة المنيا، وفي الساعة تسعة ونصف تقريبًا يعني قبل وصولنا الدير بحوالي 10 كم فوجئت بعربية دفع رباعي تحاول قطع الطريق علينا، حاولت تفاديها إلا أن فيه طلقات نارية جت لي من عربيات تانية ظهرت من الصحرا، أطلقوا النار على إحدى عجلات الأوتوبيس مما اضطرني للتوقف، وما أن توقفت حتى أطلقوا النار عليَّ، وأصابتني طلقة في صدري وأطلق ملثم آخر النار على محسن الذي كان يجلس بجواري فأصبت بثلاث طلقات في قدمي”.

يضيف بشري: “لم أفقد الوعي، لكن ألقيت بجسمي على عجلة القيادة، فظن الإرهابيون أنني فارقت الحياة، إلا أني كنت أسمع صوت تبديل خزائن الرصاص، وخفت يسمعوا صوت تنفسي فيعاودوا إطلاق النار مرة أخرى عليَّ، وعقب ذلك قاموا بإطلاق النيران من الخارج والدخول إلى الأوتوبيس وإطلاق النيران على المتواجدين بداخله”.

يصف بشري مرتكبي المذبحة: “يرتدون زيًّا يشبه الأفارول، ونفى أن يكون قد تبين أي شارات تحمل علم داعش”، وقال: “لم يطلبوا من أي شخص النزول من الأوتوبيس.”

توضح مارينا هاني إحدى الناجيات أن “الأوتوبيس كان قديم وسبق له أن تعطل في الطريق وتم إصلاحه واستكمال الرحلة، ولذلك لما سمعنا صوت انفجار إفتكرنا إن الموتور ولع، لكن فوجئنا إن هناك فيه ضرب نار، وحاول خالي يحمينا، بقفل باب الأوتوبيس، لكن الملثمين قتلوه، ثم طلعوا الأوتوبيس ضربوا نار على الرجالة وطلبوا من الستات الدهب والفلوس، ونزلوا وضربوا نار تاني، كانوا أربعة جوة الأوتوبيس واتنين منهم قلعوا القناع إللي على وشهم، وشفت واحد فيهم كان قصير ولونه قمحي وعينيه خضرا”.

وتقول الطفلة جوليا إبراهيم: “4 عربيات مفتوحين من ورا شفناهم قدام الأوتوبيس، وناس منهم نزلوا وطلعوا علينا، أمي خبتني تحت الكرسي وبيشوي أخويا وقف يغطي علينا، لكن ماتوا”.

تقول حنان عادل (28 عامًا) التي فقدت طفلتها مارفي وزوجها هاني محسن، ونجت هي ورضيعها البالغ من العمر 6 أشهر وطفلتها مارينا وتلقوا جميعهم العلاج في مستشفى معهد ناصر: “كان يومًا عاديًّا ورحلة إتعودنا نطلعها باستمرار، فوجئنا بصوت فرقعة فتوقعنا إنها عجلة الأوتوبيس، كنت أنا قاعدة في الكنبة الأخيرة من الأوتوبيس، ومنزله الستاير عشان الشمس، مشفتش بره في ايه، فوجئت بملثمين بيضربوا النار من قدام على سواق الأوتوبيس ووالد زوجي إللي كان قاعد جنبه، وبعد كده بدأوا يطلقوا النار بصورة عشوائية على الأوتوبيس كله”.

تقول مريم عادل أحد الناجيات وشقيقة حنان وفقدت هي أيضًا زوجها سامح إسرائيل البالغ من العمر 30 عامًا وأصيبت هي وابنها جون البالغ من العمر 4 سنوات: “الإرهابيين لم يكتفوا بإطلاق النيران علينا داخل الأوتوبيس، لكن بعد ما نزلوا فضلوا يضربوا نار علينا، على أمل إن النار تمسك في الأوتوبيس عشان يحرقوا إللي لسه عايش، لكن ربنا أنقذنا”.

وقالت حنان عادل إحدى الناجيات: “طلع اثنان منهم الأوتوبيس وطلبوا مننا الحلي الذهبية والفلوس إللي معانا، وجمعوها مننا، وقالوا لنا هاتوا الغنيمة وطلبوا ترديد الشهادتين، رفضنا نقول الشهادتين، فأطلقوا النار مرة تانية بس المرة دي جوة الأوتوبيس، ونزلوا وضربوا نار تاني من بره”.

أثناء استهداف الأوتوبيس، جاءت سيارة ربع نقل تقل سبعة عمال وطفلين من قرية دير الجرنوس بمركز مغاغة كانوا في طريقهم للعمل بالدير، بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص من مدينة مغاغة ركبوا السيارة في بداية مدخل الدير، وعندما رأى سائق السيارة الحادثة حاول الفرار لكن أطلق المسلحون النار عليهم فتوقفت السيارة، وطلب المسلحون من السائق عايد حبيب بطاقته الشخصية وسألوه إن كان مسيحيًا وعندما أجاب بنعم أنزلوا جميع الركاب وطلبوا منهم نطق الشهادتين فرفضوا فأطلقوا النيران عليهم.

وقال الطفلان ماركو (14 عامًا) وشقيقه مينا (10 أعوام)، نجلا القتيل عايد حبيب، سائق السيارة، إن الملثمين سألوا العمال عن هويتهم الدينية قبل أن يجبروهم على النزول من السيارة، وإطلاق النيران عليهم، وقد تركا الطفلان ليكونا شاهدين على الحادث. وقالا: “عندما جاء إرهابي ليقتلنا قال له شخص آخر اتركهم لينقلوا ما حدث”. وبالتزامن مع إحدى السيارات التي أبلغت الدير، قاد الطفل ماركو سيارة والده إلى أول طريق المدق واتصل بذويه كما أبلغ دورية للشرطة بالقرب من مدخل الدير.

وفي شهادته على الأحداث قال خال الطفلين، أن نجلي شقيقته هما من أبلغا عن الحادث بعد أن ركضا لأقرب منطقة تلتقط فيها هواتف المحمول شبكات اتصال، وقاما بالاتصال بأعمامهما اللذين قاموا بدورهم بإبلاغ باقي أسر العمال، مؤكدين أن الأهالي وصلوا إلى موقع الحادث بعد وصول الشرطة بقليل، وقبل وصول الإسعاف، وحاول الأمن منعهم من دخول المدق إلا أنهم أصروا على الدخول ونقل المصابين في عربيات خاصة للمستشفيات.

وقبل أن يغادر المسلحون موقع الأحداث، جاءت سيارة ثالثة بها ثلاثة أقباط من مركز أبو قرقاص، تم إطلاق النار عليها وقتل من فيها. وترك المهاجمون ورائهم كتيبًا صغيرًا وفق بعض رواية الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة كتب عليه: “صومًا مقبولًا وذنبًا مغفورًا كل عام وأنتم بخير”.

غادر مرتكبو الحادث من الجهة القبلية، حيث تعطلت إحدى سياراتهم وسط الرمال فقاموا بحرقها، وبها بعض الأسلحة لإخفاء معالمها ثم استولوا على سيارة ربع نقل “دبابة” تخص القادمين من مركز أبو قرقاص.

أسماء ضحايا الحادث:

أولًا، أوتوبيس الرحلات: سامح إسرائيل، مينا صموئيل غطاس، صموئيل غطاس، ماروسكا مينا صموئيل، عواطف أنور، هبة عادل، رضا فاروق، صابر سوريال، بيشوي عياد، ماري هاني، هاني عدلي رزق، بيشوي إبراهيم عدلي، عياد عزيز، هاني محسن، سامح محسن، بيشوي كمال.

ثانيًا، من مركز أبو قرقاص: عاطف منير زكي، أمير يوسف، مراد حشمت.

ثالثًا، من مغاغة: عايد حبيب تواضروس، لمعي إسحق، ناصف ممدوح عياد، كرم عاطف ابراهيم، عيد إسحق، وهيب ورد، مجدي إدوار نجيب، إسحق شلبي جرجس، كيرلس محروس جرجس، جرجس محروس جرجس.

تعامل أجهزة الدولة

أمر وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين بنقل المصابين ذوي الحالات الحرجة إلى مستشفيات القاهرة، ونقلوا عن طريق عربات إسعاف على الطريق البري، وبحسب تصريحات مسئولي الأمن فإن عربة الأمن التي وصلت لأول المدق لم تتدخل انتظارًا لوصول قوات أكبر، وكان الأهالي هم من وصلوا إلى مقر الحادث وقاموا بنقل المصابين والقتلى في عرباتهم.

كانت شكوى جماعية من أهالي الضحايا من تعامل أجهزة الدولة المختلفة، بداية من تأخر وصول الأمن إلى موقع الحادث، وتأخر الإسعاف في نقل المصابين، وصولًا للتعامل المهين من ِقبل المستشفيات التي تلقت جثامين الضحايا وأخيرًا صياغة شهادات الوفاة التي ذكرت أن سبب الوفاة هي “صدمة ردية”.

يقول أشرف إسحق شقيق إسحق لمعي أحد عمال دير الجرنوس وضحية المذبحة: “جثة أخويا في المستشفى من الساعة 10 الصبح، ولغاية الساعة 5 مفيش شهادة وفاة، ولما أبونا يكلم سيادة العميد يقوله مش بزيادة تأخير، يقوم يرد عليه إيه يا أبونا عايز تعمل فتنة ويزعق له قدامنا، وإحنا لازم نسكت. إحنا مسالمين آه، لكن حرام كده علينا”.

ويضيف إسحق: “إحنا نقلنا الجثث في عربيات نص نقل وفيه ناس أخدت الجثة في توكتوك ولما نقول للمستشفى عايزين نغسل الجثث يقول لنا مفيش مياه في المستشفى، إحنا نغسل الشهداء بخراطيم مياه من البيوت على باب المستشفى، هيرضوها لميت مسلم، طيب الإرهابيين إللي بيعملوا العمليات دي الدولة مش عارفاهم، ومش عارفة تعاقبهم، لكن دكاترة وممرضين المستشفيات وظباط الشرطة دول أكيد عارفاهم هتعمل معاهم ايه؟”.

“يجوا يشوفوا العنصرية إللي اتعاملوا بيها معانا في المستشفى والأمن نفسه، الإرهاب هنا في مصر بس هما ما يقدروش يتكلموا عنه فيقولوا لنا عملنا لكم ضربات بره مصر في ليبيا، مالنا إحنا ومال ليبيا دي مصالح كبيرة مترتبه ملهاش دعوة بالأقباط، عايزين يسكتونا وخلاص، ولما نتكلم يقولوا لنا بتعملوا فتنة طائفية، طيب ما طلعتش بطيارة تشوف المجرمين، إللي استخبوا في حتة قريبة من الدير ليه؟”.

وشكَا ميلاد رزق الذي رافق نقل جثامين القتلى من موقع الحادث إلى المستشفى، وهو أحد أبناء عمومة إسحق لمعي، تأخر وصول الأمن والتأخر في إسعاف المصابين ويقول: “مش إحنا في قانون الطوارئ، وده معناه إن الجيش هو إللي بيحكم، طيب الجيش ما عندوش طيران حربي في المنيا وبني سويف كان يطلع يلاحق المجرمين، طيب مفيش طيران لنقل المصابين”.

ومن جانبه قال القس متى القمص أخنوخ، قس كنيسة العذراء في قرية “دير الجرنوس”: “العدو الظاهري هو الجماعات الإرهابية إللي بيقولوا إنهم بيضربوها دي ما نفهمش فيها إحنا.. ماشي. لكن العدو الخفي وهو الأكثر شراسة هو التقصير الأمني في حماية المسيحيين أو حتى ملاحقة المجرمين في حقهم، والتقصير في الرعاية الطبية عشان الضحايا مسيحيين، وتعامل المستشفيات في العدوة ومغاغة ومطاي كان بعيد كل البعد عن الإنسانية، متخيلة الألم والقهر لما نطلب مياه في جرادل عشان نغسل الجثامين”.

واشتكى القمص داود غطاس قس كنيسة “مار جرجس” بقرية نزلة حنا من تعامل المستشفيات، وقال: “علمنا أن الجثامين والمصابين في مستشفى مغاغة وأن تم نقلهم بواسطة رجل بدوي بسيارة نقل قبل أن تصل سيارات الإسعاف إلي مكان الحادث، ووصلنا مستشفى مغاغة و كانت هناك حالة من الفوضى وقالوا لنا تم تحويلهم إلى مستشفى العدوة، وذهبنا إلى المستشفى وكانت حالة من الفوضى والزحمة والهرجلة والممرضات كانوا بيتفرجوا ولا يوجد أي تواجد أمني”.

يقول ميلاد رزق ابن عم القتيل إسحق لمعي: “كتبوا لنا في شهادات الوفاة إللي اتأخرت أصلًا إن سبب الوفاة صدمة ردية مش طلق ناري، وقالوا لنا هنغير لكم الشهادات دي بعدين، بس خدوها دلوقتي عشان تدفنوا، وطبعًا تغيير الشهادات دي معاناة وبياخد شهور وفي الحقيقة بيضيع حقوق الناس في التعويضات والمعاشات وغيره”.

وقد أعلنت وزارة الصحة التحقيق مع موظفي المستشفيات، وأوضحت وكيل وزارة الصحة بالمنيا الدكتورة أمنية رجب، أن ما حدث خطأ غير مقصود على حد قولها، وأمرت بتصحيح ما أسمته خطأ غير مقصود في خانة سبب الوفاة من “صدمة ردية” لوفاة نتيجة “مقذوف ناري”.

بعد عدة ساعات من الحادث ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بيانًا قال فيه:

“الإرهابيين عارفين إن تماسك المصريين لا بد من كسره، وأنا مبقولش كلام جديد عليكم عايز المصريين يشوفوا إستراتيجية داعش لهدم مصر، وإزاي بيوجهوا رسائل إن الدولة المصرية لا تستطيع حماية شعبها، وده إللي شغالين عليه منذ الكنيسة البطرسية وطنطا والإسكندرية”.

وتابع مضيفًا “من 5 أشهر قلت للأجهزة خلي بالكم، مهمتهم في سوريا خلصت، هما دمروا سوريا خلاص، وإن المقاتلين إللي خرجوا من حلب جزء منهم هييجوا في اتجاه سيناء، وفي اتجاه المنطقة الغربية في الحدود المشتركة مع ليبيا، وإحنا عايزين ننتبه للي بيحصل، وبعد سقوط النظام في ليبيا، كنا منتبهين إنه هيجلنا شر كبير، حتى أثناء وجود النظام السابق هناك كنا موجودين على الحدود مع ليبيا، وضبطنا حوالي 1000 سيارة دفع رباعي، ودمرنا 300 عربية، وإحنا نعمل جهد كبير لحماية شعبنا وأرضنا.

” إللي إنتوا شفتوه النهاردة مش هايعدي كده، والمعسكرات إللي بيطلع منها الإرهاب وإللي بيتم التدريب فيها، وأنا باكلمكم دلوقتي تم توجيه ضربة، تم توجيه ضربة جامدة جدًّا لها، ومصر لن تتردد عن توجيه أي ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان، وإللي هيقرب من أمننا هنتصدى له، وهنقوم بضربها داخل مصر وخارجها، وأرجو إن الرسالة دي تكون واضحة للجميع، ونحن لن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله، وبقول للمجتمع الدولي مرة تانية إحنا اتكلمنا في إستراتيجية لمواجهة الإرهاب في مؤتمر القمة العربي الإسلامي الأمريكي، الكلام إللي بنقوله ده لو اجتمعنا عليه واتحركنا فيه كمجتمع دولي هنقدر نصمد ونهزم أهل الشر، والدول إللي بتدعم الإرهاب وتمدها بالسلاح يجب أن تعاقب ولا تصالح معها، وأنا أوجه كلامي للرئيس الأمريكي ترامب وأقول له أنا أثق في كلامك في أن مواجهة الإرهاب ستكون مهمتك الأولى وأنا متأكد يا فخامة الرئيس إنك ستكون قادر على هذا الأمر، ومرة أخرى بقول للمصريين، إوعوا وانتبهوا، صحيح إحنا مجروحين لكن ده تمن كبير دفعناه وبندفع من أجل حرية حقيقية لبلادنا حتى لا نقع في يد التطرف والإرهاب وتصبح مصر قاعدة للراديكيالية في العالم”.

وفي 9 أغسطس 2017، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا جاء فيه: إنه في إطار تحديد وملاحقة العناصر الهاربة والثابت تورطها في تنفيذ أعمال العنف التي أودت بحياة العديد من المواطنين الأبرياء وشهداء الواجب ومنها حادث التعدي على بعض المواطنين المسيحيين أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالمنيا ضُبط أحد تلك العناصر ويدعى عيد حسين عيد سليمان ويقيم في قرية الكفاح/ مركز بدر/ محافظة البحيرة، والذي ثبت ارتباطه بالبؤرة التي يتولى مسئوليتها القيادي/ عمرو سعد عباس إبراهيم، والتي اضطلعت على مدار الفترة الماضية بتنفيذ عدد من العمليات العدائية التي اتسمت بالشراسة والعنف (تفجير كنائس البطرسية بالعباسية ومار جرجس بالغربية والمرقسية بالإسكندرية، التعدي على كمين النقب بالوادي الجديد أوتوبيس المواطنين المسيحيين بدير الأنبا صموئيل بالمنيا).

وتمكنت الوزارة من رصد معلومات تشير إلى تمركز بعض عناصر إحدى الخلايا العنقودية لهذه البؤرة بأحد الكهوف داخل أعماق المنطقة الجبلية الوعرة بمركز أبو تشت/ محافظة قنا، ويستغرق الوصول إليها عشر ساعات بالسيارات ذات الدفع الرباعي، وهى عبارة عن مساحة صحراوية ترتفع حوالى 500 متر عن سطح الأرض وتحيط بها الجبال المرتفعة من مختلف الاتجاهات وتغطيها الكثبان الرملية. أمكن بإرشاد الإرهابي المضبوط عيد حسين عيد سليمان تحديد مكان اختباء هؤلاء العناصر فتم استهدافهم ومحاصرتهم من كافة الاتجاهات. إلا أنه فور وصول القوات للموقع فوجئت بإطلاق العناصر الإرهابية النيران عليها بكثافة من كافة أنواع الأسلحة. مما اضطرها لمبادلتهم التعامل وأسفر ذلك عن مصرع الإرهابي المضبوط واستشهاد السيد الرائد/ أحمد عبد الفتاح من قوة قطاع الأمن المركزي المكلف بحراسته، كما لقي اثنان من العناصر الإرهابية مصرعهما ويجري تحديدهما.

كما عثر بالكهف الجبلي المشار إليه على عدد من الأسلحة الآلية والعبوات المعدة للتفجير والألغام الأرضية والأحزمة الناسفة “تم تفجيرها” وكمية كبيرة من الخزن والطلقات مختلفة الأعيرة وسيارة تويوتا دفع رباعي وبعض المشغولات الذهبية يرجح أن تكون مستولى عليها من ضحايا حادث التعدي على بعض المواطنين المسيحيين بدير الأنبا صموئيل بالمنيا.

1 أرسلت المبادرة المصرية بعثة تقصي حقائق إلى موقع الهجوم، وقابلت عدد كبير من شهود العيان وأسر الضحايا والمسئولين التنفيذيين والدينيين للحصول على إفادات منهم.