3 إبريل 2017
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية عددًا جديدًا من نشرة “إرهابيون” يفند فيه مزاعم “ولاية سيناء” الفرع المصري لداعش حول “الحسبة”، والذي جاء تحت عنوان: “الحسبة .. حقائق نبوية وأكاذيب داعشية”، ردًّا على مقطع الفيديو الذي نشره تنظيم “ولاية سيناء”، بعنوان “نور الشريعة” والذي ركز على نشاط عناصر التنظيم فيما يسمى بـ”الحسبة”، وضم الفيديو الكثير من اللقطات لأنشطةٍ زعم التنظيم قيامه بها في مناطق شمال سيناء، منها قتل وقطع الأيدي وهدم الأضرحة وإتلاف وإحراق أجهزة التليفزيونات والسيارات وغيرها، بدعوى القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد المرصد أن “الحسبة ولاية يقوم بمقتضاها وليُّ الأمر والحاكم بتعيين من يتولى مهمة الأمر بالمعروف إذا أظهر الناس تركه، وكذلك النهي عن المنكر إذا أظهر الناس فعله، كل هذا بهدف صيانة المجتمع من الانحراف، وحماية للدين من الضياع، وتحقيقًا لمصالح الناس الدينية والدنيوية وفقًا لشرع الله تعالى”.
مضيفًا أن “نظام الحسبة قد تُرجم في عصرنا الحاضر إلى المؤسسات التي أنشأتها الدولة لذلك من شرطة وجيش وقضاء ومالية وأجهزة رقابية، وبالتالي فالحسبةُ وظيفة رسمية في الدولة للقيام بالوظائف السابق ذكرها”.
وذكر العدد الجديد من “إرهابيون” أن “نظام الحسبة في الإسلام جاء لصيانة حقوق الله تعالى ورعاية حقوق عباده، حرصًا على المجتمع الإسلامي، وليس لإرهاب الناس وقتلهم”، وأضاف أن من القواعد العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون “الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عالمًا بما يأمر به وبما ينهى عنه”.
لذلك فقد أوضح المرصد أن هذه الصفات السابق ذكرها “لا توجد في متطرفي داعش في ولاية سيناء، فهم ليسوا أهل علم، إذ إن الفيديو في لقطات مختلفة أظهر مجموعة من صغار السن الذين يبدو عليهم السذاجة ولعبت بعقولهم الجماعات المتطرفة وأقنعتهم أن ما يقومون به من قتل وحرق جهاد في سبيل الله، كما أنهم يتعاملون مع غيرهم بنوع من التعالي والغلظة في الفعل ورد الفعل، حيث أظهر الفيديو اللغة الفوقية التي استخدمها المتطرفون تعليقًا على لقطات الفيديو بجانب تنصيب أنفسهم أولياء على الناس، واحتكارهم للصواب والحق المطلق”.
وفي ختام العدد الجديد من “إرهابيون” أكد المرصد على أن “الجماعات المتطرفة تحاول أن تخلق دولة موازية للدولة، وخلق حالة من الرخاوة في بعض المناطق لإحداث ذبذبة وخلخلة من شأنها تقليلُ وامتصاص ضربات الجيش ضدها، كأن تعلن نظام الحسبة وبسط سيطرتها على بعض المناطق، لخلق حالة من الخلل ولخلق حالة من عدم الاتزان لدى المواطنين، وبالتالي تضمن عدم مقاومة من المواطنين القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها، ثم تصور هذا الخلل وإذعان الناس على أنه قبول لها ولأفعالها، وهذا مجافٍ تمامًا للحقيقة”.