7 إبريل 2022
قتل القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة السيدة العذراء ومار بولس بمحرم بك محافظة الإسكندرية، بعد تعرضه للطعن بسلاح أبيض من قبل شخص يدعى نهرو عبدالمنعم توفيق وشهرته عبدالرحمن نهرو 59 عامًا، أمام بوابة شاطئ أبو هيف على طريق كورنيش الإسكندرية، حيث أصيب القمص أرسانيوس بعدة طعنات في الرقبة، ونقل إلى أحد المستشفيات، الكائنة في منطقة سيدي جابر، في حالة حرجة؛ لكن توفىي فور وصوله.
وفقًا لإفادات من شهود العيان لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن المجني عليه كان في اجتماع أسبوعي للشباب عقدته الكنيسة بأحد الشواطئ، وعقب انتهاء الاجتماع وأثناء ركوبهم الحافلات التي تقلهم، مع متابعة المجني عليه انتظامهم فوجئوا بالمتهم قد شهر سكينًا بيده، وطعن المجني عليه في عنقه. وقبض الحاضرون على المتهم وتحفظوا على السكين وقاموا بتسليمه إلى قوات الأمن.
وشيع جثمان الكاهن في اليوم التالي لمقتله، حيث دفن في مدفن الشهداء بدير الشهيد مار مينا العجائبي في مريوط بالإسكندرية.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا، ذكرت خلاله أن الخدمات الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تمكنت من “ضبط مسن عمره 60 عامًا قام بالإعتداء على رجل دين مسيحي أثناء سيره بالكورنيش بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية باستخدام “سكين” كان بحوزته، وتم نقل المصاب إلى إحدى المستشفيات لتلقى العلاج إلا أنه توفي حال إسعافه.”
وأوضحت تحقيقات النيابة العامة، أن المتهم من مواليد عام 1962 في مدينة ديروط بأسيوط ويقيم في منطقة الساحل بالقاهرة، وسبق احتجازه في مستشفى للأمراض النفسية، وتبين أن القاتل طلب مساعدة مالية من الكاهن قبل أن يوجه إليه 3 طعنات في الرقبة.
أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وتنفيذ قرار المحكمة المختصة بإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة ما ادعاه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.
واستمعتْ النيابة العامة وفقًا لبيان صادر عنها إلى 17 شاهدًا على الواقعة، وعاينت محلَّ ارتكاب الجريمة، واطلعت على آلات المراقبة المثبتة بمحيطه، وتلقت نتائج التقارير الفنية من مصلحة الطب الشرعي ومركز الإسكندرية للسموم بشأن إجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وفحص عينات من المتهم بيانًا لمدى تعاطيه أيّ مواد مخدّرة.
وأسفرت معاينة النيابة عن وجود آثار دماء بمحل الواقعة، والعثورِ على ثلاث آلات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات للشاطئ الذي حدثت الواقعة في محيطه، حيث تَبيَّن للنيابة من مُشاهدتِها ظهورُ الكاهن قبلَ وقوع الحادث بلحظات يتابع خروجَ مرافقيه من إحدى تلك البوابات، حتى ظهر المتهم وبيده كيس بلاستيكي وتوجه إلى المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول موالاة التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.
وكشف تقرير الطب الشرعي أن وفاة المجني عليه جاءت نتيجة إصابته في العنق، وفي التحقيقات قرر المتهم أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكين بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.وفي 19 إبريل 2022، أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم بقتل المجني عليه القمص أرسانيوس وديد رزق الله إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته فيما اتُّهم به من ارتكاب جريمة القتل العمديّ، وإحراز سلاح أبيض.