3 فبراير 2021
قال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن وثيقة الأخوة الإنسانية حدث تاريخي غير مسبوق، ومرجع عالمي لقيم التعايش الإنساني بين البشر، وتأكيد لحقوق الإنسان بمفهوم شامل متكامل، مكتسبة مرجعيتها الراسخة وقوتها الروحية العالية من كونها صادرة عن أعلى مرجعية دينية في العالمين الإسلامي والمسيحي، مؤكدًا أن البناء الراسخ للسلام لا يقوم فقط على المؤسسات والآليات السياسية، بل ينبني كذلك على قيم الحوار المجتمعي، والتعايش المشترك، وقبول الاختلاف.
جاء ذلك خلال الجلسة الثانية في احتفالية الأزهر الافتراضية باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية 4 فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019.
وأضاف الدكتور محمد دين شمس الدين، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لمجلس العلماء الإندونيسي، خلال كلمته احتفالية الأزهر الافتراضية أن المؤسسات الدينية يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في شأن تفعيل بنود تلك الوثيقة من خلال المساهمة في حل القضايا الإنسانية ومشكلات الحضارة المعاصرة، مشددًا على أن التعاون بين أتباع الحضارات والأديان أصبح أمرًا ضروريًّا ملحًّا.
وكانت دولة الإمارات استضافت المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في فبراير 2019، الذي شهد انطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.
ودعت وثيقة الأخوة الإنسانية إلى العديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان ومن أبرزها مشروع “بيت العائلة الإبراهيمية”، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه في عام 2022، حيث سيضم البيت كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.