وقف تدريس كتاب مقرر بكلية الحقوق جامعة عين شمس لنقده الديانة المسيحية

2018-05-26 . تمييز وعنف طائفي . رأي وتعبير

26 مايو 2018

قررت جامعة عين شمس وقف تدريس كتاب “الصراعات الإنسانية والسياسية في الفكر الوضعي والديانات السماوية”، بعدما تداول بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صور ومقاطع من الكتاب والمقرر في مناهج الدراسات العليا للدكتور ربيع أنور فتح الباب، أستاذ القانون الدستوري والإداري، ووكيل كلية الحقوق الأسبق بجامعة عين شمس، حيث تنال هذه المقاطع من العقيدة المسيحية.

وجاء ذلك خلال تعليق الدكتور فتحي الشرقاوي نائب رئيس جامعة عين شمس على الكتاب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك “السيدات والسادة الكرام، بعد خالص المودة والتقدير للجميع، لقد أثارنا ما تم عرضه بخصوص بعض ما ورد في كتاب أ. د. ربيع فتح الباب.. وقد قررت إدارة الجامعة مبدئيًّا وقف تدريس الكتاب.. وتكليف سعادة أ. د. عميد الكلية بتشكيل لجنه لمراجعة ما ورد في الكتاب مؤكدين على وحدة وانسجام عنصري الأمة بشقيها المسلم والمسيحي معًا، دمتم ودامت مصر بكل خير”.

كان المحامي سمير صبري قد تقدم ببلاغ للمستشار نبيل صادق النائب العام، ونيابة أمن الدولة العليا، يتهم فيها الدكتور ربيع أنور فتح الباب، بازدراء الأديان وتهديد الأمن والاستقرار، والسعي لإحداث الفتنة وتكدير الأمن العام، مطالبًا بمنعه من مغادرة البلاد، والتحقيق معه، وإحالته للمحاكمة الجنائية.

وقال في البلاغ: “هذا الكتاب حوى أبشع العبارات والألفاظ التي يسب فيها الديانة المسيحية والمسيحيين والكنيسة والكهنوت ويدرس هذا المنهج المتدني لطلبة الدراسات العليا بالكلية، ثم هدد الأستاذ الطلاب قائلًا اللي مش هيذاكر الأجزاء دي ويكتبها في الامتحان هيشيل المادة”.

وتعرض الدكتور ربيع أنور فتح الباب في الجزء الثاني من الكتاب بعنوان: “الديانات السماوية والصراعات السياسية” الذي يتم تدريسه منذ عام 2015 لكل من الديانة اليهودية والمسيحية واصفًا إياها بالخرافة، ومتهمًا أتباعها بصفات مختلفة تنال من أخلاقياتهم وممارساتهم الدينية والاجتماعية، في خطاب يحض على الكراهية.

ومن ضمن مقاطع الكتاب التي كانت محلًّا للنقد1:

– وأصبح المسيحيون اليوم ينظرون إلى المال بوصفه العنصر الهام والأساسي في حياتهم الفردية والاجتماعية، يجب الحصول عليه بكل الوسائل حتى ولو كان ذلك على حساب اﻵخرين أو على حساب حياتهم، أو عن طريق إشعال الحروب وزرع الفتن بين الأفراد والدول المختلفة. ص 412

ويستكمل: “بل والأدهى من ذلك أنهم أصبحوا ينظرون إلى الإسلام على أنه دين الفقراء أو البسطاء أي الجهلة البدائيين، ونسوا أن الدين المسيحي هو الذي يمكن أن تنسب إليه هذه الأوصاف”.

– تميزت المسيحية بعدم الوضوح والغموض والتذبذب بين الروحية والمادية وبين السماحة والاستعلاء والاستكبار أو العنصرية، بين منع وتحريم الصراعات وبين إطلاقها إلى درجة الفساد، بين الكراهية للأشياء ثم الانغماس فيها. ص 340

– ونتيجة لهذا الغموض والتضارب فقد مرت المسيحية بفترات وعصور متناقضة، فهي في البداية روحية تدعو إلى السماحة وإلى عدم مقاومةالسلطان، ثمفجأة تتدخل في الأمور السياسية بل تبني دولة الكنيسة بظلمها واضطهادها للأديان الأخرى، بل وللمخالفين لها من المسيحيين أنفسهم، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تشجيع تجارة الرق وإلى تأييد استنزاف ثروات الدول الأخرى. ص350

– التاريخ المسيحي زاخر بما كانت تمارسه الكنيسة، وما تمارسه حتى اليوم، من مفاسد ومظالم وشعوذة، وما كانت تقوم به من تصفيات جسدية للمخالفين لها في الرأي في القرون الأولى والوسطى. ص 355

– ويكفي اليهود أنهم استطاعوا أن يحولوا عداوتهم التقليدية مع المسيحية والمسيحيين عبر تسعة عشر قرنا، إلى مودة ومؤاخاة، وأن يسوقوهم أمامهم ليحاربوا لهم معاركهم المصيرية، وأولى هذه المعارك.. معركتهم ضد الإسلام. ص 358

– وأصبح الإسلام يشكل بالنسبة للمسيحية العدو الرئيسي رغم أن الإسلام لا يعتبر المسيحية كذلك، بل يوصي باحترام رجال دينها، وتوفير الحرية لممارسة طقوسهم، وعدم إجبارهم على ترك دينهم. ص 368

– القول بأن هناك دينًا دون سياسة هي أضحوكة صهيونية بدأها اليهود، وتقبلها المسيحيون ﻷن دينهم لا ينطوي على أحكام دنيوية كثيرة، وأرغموا المسلمين على قبولها، وتطبيقها لتحقيق مصلحة مشتركة وهو إبعاد المسلمين عن إسلامهم، وقتل كل محاولة لتوضيح مبادئ الدين الإسلامي أو تعريف العالم بأخلاقياته والأسس التي يقوم عليها لما في ذلك من تهديد لمصالحهم المادية والشيطانية. ص378

– فالإسلام لا يعرف الكسل ولا التراخي عن طلب الرزق، كما عرفته المسيحية، فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا خبزًا، وإنما لا بد لذلك من عمل دائب، في إحدى المجالات المختلفة التي خلقها الله للإنسان من عمل وصناعة وتجارة وزراعة وأنشطة أخرى متعددة. ص 417

1ربيع أنور فتح الباب، الصراعات الإنسانية والسياسية في الفكر الوضعي والديانات السماوية، الدار المحمدية للطباعة، 2015.